فضاء حر

تعز حمامة تفرد جناحيها على كل اليمن .. فلماذا تريدون أن تخبئوها في جيب المقاومة..؟

يمنات

وأحترق وجهك يا خليلة السماء
كنت حريصة أن لا أرى صورة المواطن الذي أحرقوه أبطال المقاومة في تعز.
لقد كنت.أهرب منها وبقوة..
حرصت بأن لا أراه محترقا .. لكي لا أتألم أكثر و الألم في قاموسي هو ثورة غوغائية لا تعترف بالمنطقيات..
اليوم وقعت صورته أمامي بغير قصد و حينها لم أراه بالفعل!
فهم لم يتركوا فيه شيئا يُرى!!
لم يتبقى منه سوى قدماه و الحبل المطوي عليهما و الذي شدت به المقاومة وثاقها و سطرت أعظم بطولاتها التاريخية.
بكل أسف أقولها إن هذا الإنسان اليمني الذي أحرقته قناديل الحرية المستوردة و سحلتهُ على شوارع تعز بتهمة الانتماء .. لم يحترق بقدر ما احترقت الكثير من المبادئ و القيم المزعومة!
لم تتشوه جثته بقدر ما تشوهت تعز، و تفحمت أجزاء كثيرة في وجهها الذي لا ينام في ذاكرتي.
مروا يتفاخرون بسحله صريعا خلفهم و لم يعلموا أنهم كانوا يسحلون الحرية في شوارعها و على مرأى أطفالها ونسائها..
كانت ملامحه تتلاشى و تفقد شكلها و كانت ملامح بعض المحسوبين على الثقافة تتضح و تبرز أكثر! وليتها لم تظهر..
تركوه يحترق حتى أصبح من الصعب التعرف عليه .. يا إلهي .. أصبح من السهل التعرف على المقاومة الشعبية التي لم تتشكل إلا بعد الحرب السعودية على اليمن!!!!!
و لو كانت وُجدت مسبقاً لعثرنا لها على بعض المبررات المقبولة نوعا ما!
هل يعلم بعض المثقفين الذين انجرفوا خلف المشروع السعودي لتمزيقنا و تحويلنا إلى طوائف متقاتلة، أن هذه الجريمة و غيرها هي مقصودة لإرهابهم..
لأنه في حال استنكر أحدهم بعض التطورات و فكر أن يتعارض معها، فليعلم مسبقاً أن هذا مصيره الذي ستقرره المقاومة!!!!
كيف تدعون أنكم تحبون تعز و تدافعون عن كرامتها وانتم تسيئون لها كل يوم و تطعنوها في أخلاقها وتاريخها النضالي المرتبط باليمن وليس بالرياض!!
و ها أنتم تحولونها إلى إمارة إسلامية ستتقاتلون فيما بعد لإنقاذها من الواقع الذي تقودونها إليه الآن بأيديكم أنتم وبأسلحة سلمانكم!
أي حب هذا الذي يقدم تعز للعالم بهذه الصورة البشعة؟
لماذا تريدون أن تخبئوا تعز في جيب المقاومة وهي الحمامة التي تعودت أن تفرد جناحيها على كل اليمن!!
أسفي .. و وجعي

زر الذهاب إلى الأعلى